Page 101 - web
P. 101

‫‪439‬‬  ‫مجتمـع المعلومـات مـن جهـة ثانيـة‪ .‬وتتمحـور‬            ‫واحـد يصـب في خدمـة التنميـة الشـاملة لمجتمـع‬            ‫‪ ‬وفي هـذا السـياق‪ ،‬لا بـد مـن التأكيـد عىل العديـد‬
     ‫هـذه الإسرتاتيجية الوطنيـة حـول أربعـة محـاور‬                          ‫المعلومـات والاقتصـاد الرقمـي‪.‬‬           ‫مـن الـدول التـي ركـزت‪ ،‬عىل مـدى العقـود القليلـة‬
     ‫اسرتاتيجية‪ ،‬يمكـن إجمالهـا عىل النحـو التـالي ‪:‬‬                                                                 ‫الماضيـة‪ ،‬عىل تطويـر وتدعيـم سياسـاتها الوطنيـة‬
     ‫‪ 	-‬المحـور رقـم ‪ :1‬تقييـم المخاطـر التـي تتعـرض لهـا‬   ‫وتحقيـق هـذه الأهـداف والمرامـي الإسرتاتيجية‬             ‫للدفـاع الإلكرتوني‪ ،‬وف ًقـا لأنظمـة القيـم والفكـر‬
     ‫أنظمـة المعلومـات داخـل الإدارات والهيئـات‬             ‫المذكـورة يبقـى مرهو ًنـا ومشـرو ًطا بمـدى تهيئـة منـاخ‬  ‫الخاصة بها‪ ،‬وسـرعان ما انتشـر هذا الوعي المتجذر‬
     ‫العامـة والبنـى التحتيـة ذات الأهميـة الحيويـة؛‬        ‫مندمـج يوفـر الثقـة الرقميـة للمواطنني والمؤسسـات‬        ‫بأهميـة الدفـاع السـيبراني في الـدول الصناعيـة‪ ،‬في‬
     ‫‪ 	-‬المحـور رقـم ‪ :2‬حمايـة أنظمـة المعلومـات‬            ‫العموميـة والخاصـة عىل السـواء‪ ،‬وهـو الأمـر‬              ‫بـادئ الأمـر‪ ،‬قبـل أن ينتقـل بعـد ذلـك إلى مختلـف‬
     ‫للإدارات والهيئات العامة والبنية التحتية ذات‬           ‫الـذي تطلـب وضـع إطـار قانـوني وتنظيمـي وتقنـي‬
                                                            ‫يأخـذ بعني الاعتبـار منظومـة المعايري الدوليـة التـي‬              ‫الاقتصـادات الناشـئة والـدول الناميـة‪.‬‬
              ‫الأهميـة الحيويـة والدفـاع عنهـا‪.‬‬             ‫تقنن مجتمـع الاتصـالات‪ ،‬الـذي يتميـز بمقاومتـه‬           ‫المملكة المغربية‪ :‬مقاربة وطنية للدفاع السيبراني‬
     ‫‪ 	-‬المحور رقم ‪ :3‬تعزيز أسس أمن نظم المعلومات‪.‬‬          ‫للضوابـط القانونيـة التقليديـة وبحثـه الدائـم عـن‬        ‫في إطـار مواجهـة التحديـات المتزايـدة التـي يطرحهـا‬
     ‫‪ 	-‬المحور رقم ‪ :4‬تعزيز التعاون الوطني والدولي‪ .‬‬        ‫التحـرر مـن القيـود الوضعيـة‪ ،‬بالإضافـة إلى اعتمـاد‬      ‫الفضـاء الرقمـي في المجتمعـات المعاصـرة‪ ،‬اتخـذت‬
     ‫‪ 1.3‬الإطـار المؤسسـاتي‪ ..‬رؤيـة متجـددة للأمـن‬          ‫إسرتاتيجيات تعـاون وشـراكات دوليـة تواكـب‬                ‫المملكـة المغربيـة منـذ بدايـة عـام ‪ 2000‬قـرارا‬
                                                            ‫الطبيعـة العابـرة للحـدود الماديـة التـي تميـز الفضـاء‬   ‫اسرتاتيجيا يقيض بدمـج تكنولوجيـا المعلومـات‬
                                     ‫ا لسـيبرا ني ‪.‬‬                                                                  ‫والاتصـالات ضمـن سياسـتها التنمويـة‪ ،‬وذلـك بمـا‬
     ‫لضمـان تنزيـل الاسرتاتيجية الوطنيـة للأمـن‬                                              ‫السـيبراني‪.‬‬             ‫يتناسـب مـع حجـم الرهانـات التـي تفرضهـا مسـألة‬
     ‫السـيبراني‪ ،‬سـارعت المملكـة المغربيـة منـذ بدايـة‬      ‫وقـد اعتمـدت المملكـة المغربيـة في سـنة ‪2012‬‬             ‫أمـن النظـم المعلوماتيـة‪ .‬وقـد تـم في هـذا الصـدد‪،‬‬
     ‫الألفيـة الثالثـة إلى وضـع إطـار مؤسسـاتي يشـمل‬        ‫«الإسرتاتيجية الوطنيـة للأمـن السـيبراني»‪ ،‬التـي‬         ‫تسـطير برامـج ومخططـات عمـل تهـدف عىل المديني‬
     ‫مجموعـة مـن الهيئـات والمؤسسـات الحكوميـة‬              ‫تج ّسـد الطمـوح السـيادي لـدى المملكـة المغربيـة‬         ‫البعيد والمتوسط إلى جعل «تكنولوجيا المعلومات»‬
     ‫التـي تتمتـع بقـدر عـا ٍل مـن الاسـتقلالية الوظيفيـة‪،‬‬  ‫في تزويـد أنظمـة المعلومـات بقـدرات دفاعيـة‬              ‫رافـدا للتنميـة البشـرية‪ ،‬ومصـدرا للإنتاجيـة ومفـرزا‬
     ‫وتتنـوع مهامهـا ومجـالات عملهـا بتنـوع وتشـعب‬          ‫ومرونـة عملياتيـة‪ ،‬قـادرة عىل تهيئـة الظـروف‬             ‫للقيمة المضافة بالنسـبة للاقتصاد الوطني وللإدارة‬
     ‫مجـالات اسـتعمال نظـم المعلومـات وتداخلهـا مـع‬         ‫الملائمـة لتحقيـق الأمـن السـيبراني مـن جهـة‪،‬‬            ‫العموميـة‪ ،‬مـع دمـج جميـع هـذه الأهـداف في سـياق‬
     ‫باقـي الأنظمـة الإداريـة والاقتصاديـة والاجتماعيـة‪،‬‬    ‫وبنـاء بيئـة مواتيـة تصـدح بالثقـة والأمـن لتنميـة‬

                                        ‫قاعة القيادة والتنسيق الأمني التابعة للأمن الوطني بمدينة فاس‬

     ‫‪99‬‬
   96   97   98   99   100   101   102   103   104   105   106